POETRY

placeholder image

  غرقى يحرثون البياض

علي رشيد






معاً

إلى وصفي ... أخي الذي فُقد في الحرب منذ ثلاثين عاما

في الصباح نتبادل السجائر، والقهوة. أنا أشربها ممزوجة بالمرارة، وأنت تمدّ لها يدا مثلومة.
أنت معي بقميصك الذي لم يجفّ، وتمائمك المتدليّة كالأسى.
تحتضن حبيبتك التي أضناها فقدانك،
بينما تحمل حقيبتك بأصابع عارية.
ما زلت نديّا كما لو أنك لم تبلغ الحياة بعد. تتفقّد الجياد التي ستحملك إلى السماوات تتمهّل في غيابك، لتدحض بقاء فاسدا يبطش بانتظارنا.
أعرف أن عودتك مستحيلة، وأعرف أنّني سأتحسّس الوجع المذعور في أحشائي ثانية كلّما باغتّني في الحلم. كما أعرف أن الحرب ستتكئ على الندم لأنها قشّرت سنواتك الغضّة بشراهة .
2018






رسائل الغياب

I
غابة

المرأة التي طلبت مني أن أرسم لها غابة
لم تعد منها قطّ
ها أنذا كل صباح أرسم غابة
لعلّي أجد المرأة التي طلبت مني ذات صباح
أن أرسم لها غابة
2016


II
الأمنيات

كما لو أن حياتها توغل في الندم .
ما إن تحدّثت اليها عن الحب ، والشعر ، والأمنيات ،
حتى فردت أمامي أمنيتها الوحيدة
وهي
أن تتزوّج بي ، وتنجب منّي أولاداََ كثيرين تُحسن تربيتهم
وتطبخ لي كزوجة صالحة
2019








III
صمت

كثيرا ما أنصت إلى صمتك رغم شراسته
صمتك الذي يتوعدني كلّما حاولت أن ألمس كتمانه بيد مرتجفة
صمتك الذي يسحبني نحوه كقارة موحشة بعيدة المنال
أهرول إليها كلّما ارتفعت ملوحة الحياة
2020


IV
نسيان

أعرف أنك لم تقرئي رسالة واحدة لي مذ افترقنا
لكن صورتك وأنت تقلّبين المساء بيد ضامرة
لاتوحي بالنسيان .
2020







V
حضور

مازال طيفك يتجول نهما
في قميصي الذي ارتديته ذات مساء شاحب
قميصي الذي لم ألمسه كي لا أقشّر غيابك
غيابك الذي مازال رطبا مثل لحظة قاسية
تتغوّل ّ كلّما باغتها النسيان
2016




VI
عشبة

كعشبة عائمة أقتفي أثركِ في رأسي
صورتك وأنت تملّحين الوقت بالضحكات
جسدك حين تنثرينه مثل قميص مبلّل فوق عُرييّ
فألتمس طريقي بمشقة إلى النبع الذي نما بين عشبتين .
ها أنت تراوغين مثل زئبق أعمى ،
كما لو أنك تقشرين دبق الحياة .
 2016
 




VII
هشاشة
 
وحدها تعرف
أنّ لي قلبا عليّ أن أرمّم هشاشته بالنسيان
أنّ لي حياة نهمة تشاكسني بالغواية .
وحدها تعرف
أن السعادة التي تفترضها ناحلة
كما لو أنّها غيمة مقصوفة بالعطب .
2016
 







VIII
شرفة
جارتي التي تغزل غربتها مثلي .
تمطّ جسدها كلّ صباح على شرفتي .
تلوح بيديها كما لوإنّها تفرش لي غابة من ثمار . و بمكر تردّ عليّ التحية بالقبلات التي تقترب مني .
فأنسلّ مثل غيمة شاحبة من جسدي الذي يوشك أن يسقط في فخاخها
2017



حلم

أني قد حلمت
فردوا قميصي ، والدم الذي في فم الذئب إلى أبي
2020


غرقى يحرثون البياض

I
محاولة

بأقدام حافية يتشمّم السماء ، وهي تتعثّر بين خطاه
يتشمّم المتاهة ، وهي تهوي بين ركبتيه المعتقتين بالشحوب .
يحصي الطرق المطليّة بالخذلان
والخرائط النهمة المغروزة في وجه العالم .
2018




II
merry christmas

قد تتشمّع قدماك وأنت تبحث عن ملاذ ليس لك
قد تستبدل بلاد ضيقة بثلاجة تحفظ سنواتك من التعفن 
    لكن ليس عندي ما أقوله لك سوى 
merry christmas
على الرغم من أن اليد التي فوق كتفك أشدّ ثقلا من الحياة .
2018





III
غرقى يحرثون البياض

يقول الغريق :
كنّا نتخفّى من الثكنات ، والوشاية ، والأسلاك التي تتعثّر بين أقدامنا .
كان البحر شاحبا وهو يتحايل على أجسادنا بالنميمة .
....... كان الزبد يتخثّر 

تقول الأم :
كان الله يسقي حدائقه برغوة أنفاسهم اللاهثة بالخذلان .

أقول :
كلّما أردت الرسم
وجدت الغرقى يكتظّون فوق القماشة ، و يحرثون البياض .
2017





حلوى

في الأعياد يصنعن الأمّهات الحلوى ليذهبن بها إلى القبور
الأمّهات اللواتي يطحنّ أعمارهن بالبكاء ، بينما يروّضن أرواحهن بالخذلان .
2020





سماوات

السماء التي فوقي 
والسماء التي تحتي
والسماء التي تملأ  حقائبي بالحنين
لم تعد تتّسع ليّ ، أنا الذي فرّ من بلاد كانت سماواتها تضجّ بالطائرات .
2006





مدونة البلاد

كما لو أن السماء تبصر خديعتنها
السماء التي لم نألفها بعد .
السماء المصاغة بوجع شبق ،
المصاغة بخلسة الأشياء ، وسَكرها ،
السماء التي تلمستها حين هوت فوق رأسي كالظلال .

أنا الفتنة اللاهثة خلف سرابها الشره .
أنا وجع يبلّل غرائزه بأثره .

هل كانت البلاد مزدانة بغير أوجاعها ؟

ربما التفت الكتبة المدونون لنباهتها ،
وهم يحبرون البياض بعصيانها الشرس .

وجه يتيبس ... هذه مشيئة الله

لو أن العراق ماكان بلادا بين نهرين ،
لو أن مزاميره لم تنشد أسفارنا كترنيمة في مراثي القتيل ،
لو أنه أوقظ الظل من جذع نخلة محترقة ،
وهزّ بجذع النخلة ... لتساقط عليه رطبا جنيّا .
بذهول النخل
هززت مدونة البلاد ، تساقطت الشراسة ،
قلت :ـ لعلّي غفوت طويلا ،
ولم أتنبه لمريم وهي تدور على سحنة الأرض بوجعها،
تتوسل الكهنة ،
هاكم لسان رضيع يتلو عليكم عفتي ، هاكم معجزة تتحرى قيامتها .
فتسقط أمي من فراغ يتأبد ، لتستعير كفن أخي الناحل .
هاكم
تواريخا مكتوبة برماد الحروب ،

هاكم
مدنا تنحاز لأخطائها ،
هاكم
النص مكتوما بأكفان ، تبوح بأجساد
تسيل من مزاميز منهكة بالعويل .
هاكم
كتمانا سيسرد دم يدنا

الأبدية تتوهج … هذه عتمة الكلام .

2005





تبّا

تبّا لك أيّها الموت كن أكثر رزانة ، وأنت تعبر بيدين متسختين بنثارطفل إلى الله .
لا تكن رذيلا هكذا ، وأنت تجهز على أنفاس أمه الغارقة بدمه .
تبّا لك أيّتها البلاد المفتتنة بفخاخك التي تقتنص أجسادنا ، كلّما اختلف اللصوص على سبائك الذهب .
أيّها الربّ في سماواته البعيدة ... تبّا لي لم يبق عندي ما أقول .
2018





فاقة

إذا سافر الفقر إلى مكانٍ ما، قال الكفر خذني معك.
( أبو ذر الغفاري )

رطبة هذه الحياة ، ولزجة مثل خميرة فاسدة
رطب هو الألم مثل حليب الأمّهات المعبّأ في علب التسوّق .
الأمّهات اللواتي يطبخن فتات أرواحهن، والألم بقدور فارغة
وعيونهنّ تشحب نحونا بالتوسّل كي نروّض أعمارنا بالكفاف ،
بينما تتأرجح أجسادنا مثل خطأ لا مناص منه .
2019


محو

أكتب ثمّ أمحو
أكتب ثم أمحو
أكتب ثم أمحو
كما لو أني أوقد الحاضر بالنسيان
2018






دعاء

أيّها الربّ
الوطن غابة أضرحة ، ورائحة ضمادات لموتى يختمون أعيننا بالبهتان
فأحرث لنا حياة لاتوخز أضلاعنا بالوشاية ٬
وعبّد أوجاعنا بالخلاص
2018



هزائم

كلّ ليلة أحصي هزائمي ،
أنثر كيس الخسارات أمام عيني ،
ثم أنشرها مثل ندبة فوق حبل الندم لتتخمّر .
وعند الصباح أمشط ضفائر الهواء
كي أبلغ الليل، وهو يفتح أكياسي
ليدلّني على خسارات لم تمسّها روحي بعد .
2016
 





دع الكمائن منصوبة فوق رئة الحشد

لم أطرق الغيب
مذ عهد أبي لي بصوته
لم أزن سعة البحر ، مذ مدت أمي غطاء النهار على جسد أخي الناحل ، وهو غارق في التيه .
كان أخي أصغر أبناء أبي ،
ويحمل عنه دعته ،لكنّها قلّما تبادلا الكلام ،
حتى حين مدّ أبي يده ذات يوم لوجه أخي الشاحب ،
كانت العبارة مخنوقة ، وهي ترثي فضلة الغياب
حينها كنت أراقب الدعة التي يرسمها الموت ، والحرائق التي يشيعها الحزن .

الأغنية مذعورة كما دندنها الملاك

كان الصباح مورقا بالوجع ،
والمساء واهنا مثل وشاية تتقافز فوق رؤوسنا الممهورة بالقيامة .
هل عبر أحدنا ذلك النهار إلى حلمه دون أن يسقط في فخاخ المكان ؟
ربما هي أسئلتي وحدي ، أنا الناحل في الذاكرة .
كنت أكلم من لم يفطن بعد لما سأقول ،
ثم أغير دفة الكلام الى بوصلة تشتت الوقت .
لأكلم ثانية من لم يفطن من قبل ،
وقبل أن تتعفن الكلمات ، أدمدم صوت أغنية مكتومة بالنحيب .

اقترب أيها النشيد ولتغمرني بالسرور أو الغواية

حاسر أنا أدور بأطيافي السبع مساقط الله
لم يعد يرسم الأرض أو يفخر الطين ،
لم يمد سماءا واحدة من سبع لهذا البكاء .
حاسر أنا أعد التراتيل ،
وبيني وبين أخي ، وأبي ، وأمي ، هدأة من وقت ، وكوة من كلام .

هل ألمس الوقت ثانية وفي كأسي خمرة لم يمنحها الرب لسواي ؟

لا أريد أن أفضي بنبوءات ، ولا بأحلام رثة .
أريد بلادا لاتستدرجنا لغرائزها
بلاد لا تكدسنا في ضمادات الحروب ٬ و حبر الغياب
أنا الطريدة توشك السقوط في خرائط الأسى .
لا شأن لي بهذه الظلال المهشمة .
لا شأن لي بتمائمها المرمّمة بالنسيان .

أيتها الملاءات لا تتعقبينا مثل طائرة الأباتشي ، أوالأخوة المتخاصمين على دمنا

دع المواويل منخوبة بالصراخ
دع الكمائن منصوبة فوق رئة الحشد ، حيث لم يعد أخي ، أو أبي ، أو أمي ، من سماواتهم بعد .
دع الملائكة يلوحون لأوجاعنا ، ويوقدون مصابيح الله بأرواحنا المتكلّسة كالأضاحي .
2007




هوسو

كلّما شيّد بيتا ابتلعه البحر
كانت بيوته تتهاوى كلّ لحظة
لكنّه لم يكلّ
 كان يدعك الرمل بيدين صغيرتين
كما لو أنه يقطّر سنواته التسع بالتكرار
2017





صباحات تتآكل

صباح المدن تتآكل بالعبوات 
صباح البيوت تلّهث بالخوف ، والفاقة المستديمة 
صباح المدارس تفيض باليتم والمياه الآسنة
صباح المصحّات تستدرج المرضى للاحتضار
صباح الاسواق عامرة بالفقراء
صباح الأفران توقد نارها بالانتظار
صباح الأرامل  تتغضّن أرواحن بالعوز
صباح الخوف يخرج من فوهة المسدس
صباح القاتل ينزل من البسملة
صباح الحرب تلتهم فطورها كلّ صباح
وهي تعد المفخخات لصباح قادم .
2018




أصدقائي

أصدقائي الذين تساقطوا في الحرب 
يتزاحمون في أحلامي بأجساد عارية ، ورئات مثلومة .
يشيرون بخرائطهم نحو الوجع .
نحو بلاد هشّة مكتظّة باللصوص  .

أصدقائي الذين قايضت البلاد أعمارهم بالغياب 
يتصفحون اسماءهم في اللافتات التي ترشقهم بالفقدان
...
أصدقائي الذين لم يستحموا من الموت
يطوفون بعيون رمدة من الأسى 
 2018

حافلة

يستقلّ حافلة معطّلة
في يده مسبحة وحقيبة فارغة .
يجلس باسترخاء على أقرب مقعد من سائقها الغائب
ومثل غيمة شاحبة تغرف الماء من جارة عابسة .
يحدّث الجالس " المفترض " على يمينه عن قصص لم يعد يتذكرها .
يحدّثه عن بئر و أحد عشر أخ ، عن أخطاء تبدو ككمائن للصواب .
عن أبديّة كان يسعى نحوها , وهو يحمل طفله الوحيد الذي لم يكن من صلبه
عن أسنانه التي لم يعد فمه يتسع لها ، فأفرط طبيب الأسنان باقتلاعها .
عن مدن تتعفن كلّما غادرها أبناؤها , وهم يلوّحون بخوذهم التي تتساقط في النسيان .
عن رجل يجلس في حافلة معطّلة ، وفي يده مسبحة ، وحقيبة فارغة
2017




رصيف

في ذلك المساء 
فرش أبي الأرض بالبخور ،
وفتل جدائلها بالزعفران . 
أوقد لها شمعة ستنفذ منها السماوات من بعد 
وباءَ بنا نحن "كومة اللحم" وملح سنواته الذي سيفسد بالندم  
كان كمن يقلّب أخطاءه كي لا تتغضّن حياته بالتكرار  .
بينما أوصدت أمي يدها في عناقه 
وهي تلملم الندى من ضلوعه، وتقبض على قمحة الصحو في يديه .
فكلّما اقتربت من ظلاله تعثّرت بعزلتها 
بأثره الشاحب الذي سيغمر حياتها بالنسيان .
كان المساء يتبدّد مثل رماد بارد، والرصيف ذاهل بالفضول .
وكان أبي يشهق بالصمت الذي استقرّ بين القلب والحياة .
يومها اختبأت من الرصيف ، 
وأنا أنظر خلسة نحو الجسد الممدّد مثل مضغة جافة .
مثل فخّ معطّل سيتعقّب أحلامنا بالنكاية .
مات أبي، وبقيت أمي تعدّ سنينها بأصابع ناحلة ، 
بينما تنقبض ضلوعها على الحزن الذي سيتعاقب على أنفاسنا 
كلّما رشقها الوجع بالفقدان .
2018



أخطاء

كان عليّ أن أرتّب أخطائي التي تتناسل مثل ثرثرة وارفة
 أنت حين تمرّين كلّ حلم متبرجة بالشهوة ، نافضة عريك فوق سرير شاحب .
أبي حين استعصت عليه طفولتي ، فقصّ جناح فضولي
أخوتي حين دفعوا القارب نحو بركة مالحة .
صديقي الذي يقشّر الكلام ، ويتصنّع البهجة . 
الساحر وهو يشير بعصاه إلى جمع من نوارس تتناثر .
الحياة وهي تجمع غلّتها ببهتان من الظلال .
أنا عالقا في المرآة أمدّ لسان شاحبا نحوي .
2016




النشيد

حاسر أنا
ادور بلاد ما بين قهرين
أتعقب قرابين منحوتة في مباخر الله
لمَ لمْ يعد يرمّم الأرض ، أو يفخر الطين ؟
لِمَ لا يمدّ سماءا واحدة من سبع لهذا النحيب ؟
اقترب أيها النشيد ... اقترب ،
ولتغمر هذه البلاد بالسرور أو الغواية .
2017




ربي

نحن أبناء الخراب والمدن المستباحة
ماالذي جنيناه من أعمارنا ؟
لقد زرعتنا، كما لو أننا بذور جفت بين يديك
فرميتنا كيف ماشاء، لننبت علفا لماشيتك
وأن جفت لك أرض بالشام
أو سبخت لك تربة في بغداد
كان دمنا ريّك .
….
ربي
لم لاتقيم الولائم إلا بأعمارنا ؟
هاهم جندك يقطفون رقابنا مكبرين باسمك
بينما الوشاة يكدسون أجسادنا المثقوبة بالرصاص في بيوتهم
كما لو أننا غلّة لكراهيتهم
أهكذا تتلوث القلوب وتفسد عفتها ؟
أهكذا تتسع الغواية ؟
ليصطادنا الرصاص كأيائل مذعورة تحبو نحو حكمتك
أهكذا نتبعثر كما لو أننا خطيئتك التي غمّست يدك برمادها
ثم مسحت سوادها المر بجبين الأمهات ؟
...
ربي
نحن أطفالك الدبقين بالموت لانريد شيئا
إلا قبورا نتعرف فيها على أشلائنا .
2014



المكيدة

غادرني أيّها الألم فالعالم يتأرجح حولي مثل سنبلة عارية
مثل حقل لا يدرك غلّته
فيما ألوّح بتمائم وحشتي إلى ماتبقّى من الندم
كي يمهلني الوقت لأرتّب المستحيل . كي أرمّم المسافة بين القلب ، والضغينة ، بين الحلم ، والأبدية التي تتوارى خلف ستائرها . كي لاتصافح يدي نكبتها .
…
أعرف أن ليّ حياة ضاجة . تفرّ كثعالب مذعورة ،
و أعرف أنّ ليّ أحلاما تستيقظ قبلي مفزوعة
كلّما داهمها الندم . لكنّني مازلت أمتحن اليقين الذي سيوصلني بغيابك .
كي أمضي إلى مزارك الخصب بابتهالات لم أرتلّها بعد .
إلى مكيدة تنصب ليّ غرائزها . مكيدة موصدة لاتفتح خزائنها إلا لعصياني الشرس .
2018





ثلاث رسائل

إلى أخي…
نم قرير العين
لك وحدك السماوات
فالطغاة لا يصعدون الى السماء

إلى أمّي …
يكاد الله ان يوقظك .
نعم ... لقد أثمرت نخلة أحلامك
هاهم القتلة يتعفّنون في متاهتهم

إلى أبي …
ناصع وسعه السماوات والارض
كفنك هذا المتوهّج بحشد من ملائكة .
2017



هو

  أَغمَضَ عينا واحدة على الليل ،
وفتح الأخرى على سعتها ليطمئن على نومه .
 في الصباح أعدّ فنجانين ،
ثم شرب قهوته وحيدا ، 
وهو يحدّث أصابعه عن سنوات عزلته التي تتناسل .
في المساء ذّرع الشارع مرتين 
مرّة له ، وأخرى لأصحابه الذين عَبر الشارع معهم وحيدا 
وهو يعدّ اسماءهم على أصابعه المبتلّة بالعدّ . 
2017




ما تبقّى من الخطأ

أيّتها الأعوام التي تتساقط مثل شحوب الأب في احتضاره  
ها أنت تجرّين خلفك حقيبة أعمارنا المكتظّة بالخسارات ،
والتفاصيل الرثّة .
ودون أن تلتفتي نحونا  … نحن الذين نحصي الندم .
تستدرجيننا إلى الغياب .

أيّتها الأعوام الصدئة لم يبق في كؤوسنا مايكفي
لنرفع أنخابا لما تبقّى من الخطأ .
2019




زعفران

احترس أيّها الوجع من أن تُشمّع أبوابها الموصدة بالنسيان
من أن تشعل هذا الوجوم المتكلّس في إنكسار عينيها
أو تتغوّل في صمتها الشاحب ،
فهذا الصمت اللزج هو المسافة الموحشة بين الحلم ، والأناشيد المبللّة بأنفاسها المكتومة .
بين يدها الناحلة ، والمساء المتدلي كأرغفة متبّلة بالزعفران
2018





البصرة

تحاصصها اللصوص فالتهم خميرتَها " المجلس " ، وابتلعتها " الحكمةُ ”

سماء تَرث الأرض
وجسور تتنفّس النخل ، والوحشة
وماخلفته المعارك ، والناقلات .
…
نِسوة يضمّدن النهار بالقليل
رجال يلعنون الدنيا والإيجارات فتيات شاحبات يرسمن ماءً أسود ، وفاكهة من طين
فتية يفترشون ساحات ضحلة بثياب متخثّرة بالعرق ، والبطالة . صغار يتشمّمون صمغا إيرانيا
سوّاق حافلات بعيون ضامرة يمضغون التعب ، والمرارة .

البصريون فاكهة الله وماء غيابه
2018




افتراض

سأفترض أن الألم الذي يتنزّه في جسدي مثل عبّارة منخورة محض صدفة عابرة
سأفترضه عواء ذئب نهم يسبقني نحو النهايات بعيون ممهورة بالرمد
سأفترض أن حياتيّ المعطوبة التي أدخرتها في خزانة دبقة لم تعد صالحة للاستخدام
على هذا النحو سأفترض أن العالم الذي بين يديّ حقيبة مملؤة بالسلاحف
التي تتكاثر مثل حكايات الأب في شحوبه الأخير .
2017





قرار

لك أن تغمض عينيك ما شئت ،
و أن تعطّل الوقت .
أن لا تردّ على رسائل الأصدقاء ، ومكالماتهم . لك أن تنزع دفء يديك عن نابض البندقية المصوبة نحو رأسك . فالطلقة الوحيدة المتعرّقة في ماسورتها تتطلّع فيك . لاتتردد
…
هي طلقة واحدة ، وحياة واحدة دعهما يشتبكان

كن طريدتك التي تشبهك . وتعقّب أثرها كما لو أنّك تمضغ لبانا فاسدا
سيرثيك البعض ، وربما تبكيك أمرأة واحدة لم تبادلها الحب . وسيتذكّر الجميع أن حياتك لم تكن أكثر من خطأ فادح
2017





هدنة

أمدّ يديّ نحو عدوّي لتصافحه
أردّد نشيدا يقرؤه كلّ صباح بصوت مبحوح
أحصي معه الخسارات ،
أشاركه البكاء على القتلى .
وعند المساء أنتظر معه العائدين من المعارك لنتقاسمهم بالعناق
2018



القاتل

لم يكن يعبأ بسنواتك التي سطعت، ولا بالحياة التي كانت تتبعثر
حين صوّب نحوك رصاصاته بقلب مسعور ، ويد ماكرة
2020





وديعة

سأترك خلفي حياة معطوبة
وأحلام لم تفق من غفوتها بعد
سأترك صور حبيبات تتغضّن بين أصابعي
سأترك سنوات ضارية تتخمّر كلّما داهمها النسيان
سأترك وديعة تتحسّس حبر يدي
كلّما اقتربت منها عصا صديقي الكفيف
الذي تركته ذات ظهيرة جارحة يخبط الأرض بشتائمه
2016



يُخَيَّلُ لِي

يُخَيَّلُ لِي أن الكلام فتنة جسد عابر إلى البوح
يُخَيَّل لِي أن الفكرة عانس ماكرة تلمّلم تمائم عشٌاق محتشدين في عبارة فَضَة
يُخَيَّلُ لِي أن الحياة الرتيبة التي عشتها كانت صدفة نهمة
يُخَيَّلُ لِي أن أبي كان ساهما حين نحر الاضاحي فوق أشلائنا ،
يُخَيَّلُ لِي أن الكتمان نحيب ورع .
يُخَيَّلُ لِي أن الممكن فكرة عقيمة لا توقظ الحبر الذي نحت اسماءنا في سجلات مكتظّة بالهوامش.
يُخَيَّلُ لِي أن علينا نفتعل النسيان ، كي نبرهن على صحة الخسائر
يُخَيَّلُ لِي أن الحجة التي نسوقها شاحبة كما لو أنها حياة تتعفن
2018





عرك عراقي

أقطّر البلاد كعَرَق البيت لأشرب خمرها .
البلاد التي مسّدها الله بالعطر ، وألبسها النخل والعباد . 
أقطّر كربلاء :
المراقد ،  النساء يتبضَّعن في الأعياد ، سوق التجار ، السكاكر ، خبز العباس ، النذور ، صاحب الشاهر يبلّل وطنه الشاعري ، مقهى المثقفين ،  محمد علي الخفاجي يوقد غيمة أرواحنا  ب " بثانية يجيء الحسين " فننتظر مجيء من لم يبارحنا بعد . 

أقطّر البيت ... باحته المحتشدة بالصراخ  , سكينة الأب و عينيه الذاهلتين  .
أقطّر وجه أمي التي تتساقط أعوامها مثل أسنان هشة ، فتعصّب عمرها الأدرد بالسواد . 
أقطّر مدرستي الأولى ،  حيث عصا المعلم تصلي يدي كل صباح . 
أقطّر هوسي وأنا الصغير بالريفيات اللواتي كنّ يتوافدن على المدينة ليبيعين الرُّوبَة ، أتتبّع غنجهن ، ورائحة الشهوة في أجسادهن .
أقطّر السياج الذي كنت اتسلّقه كل ظلام لأطبع قبلة مرتجفة على شفاه حبيبتي المتمترسة بالخوف .
ماتت حبيبتي منذ زمن بعيد  ، ومازالت ندبة تختم جسدي من ثلمة في السياج . 

أقطّر بغداد :
السينمات ، الشوارع ، المتاحف ، جماعة بغداد  ، المقام العراقي ، كعك السيدة ، مقهى البرلمان ، البارات ، الزوراء ، تمثال الرصافي ، أبا نؤاس ، رائحة السمك المسكوف ، درس الرسم ، الأصدقاء وهم يدسّون الكتب تحت قمصانهم . 

ها أنا ذا أهييء المائدة للسكر ، 
سيسكر معي الحنين الذي ينكأ قبضة الروح مني ،
غربتي التي تتحاشى النظر نحوي
كلما لاك النسيان صدى سنيننا الموحشة .
 2016




عزلة

I
أيتها العزلة
أنت تجهلين سخونة الهواء الصدأ الذي يتسرب إلى رئاتنا
تجهلين الريبة التي أعشبت في المكان
بسعال جاف ، وكمامة رخيصة
هاهو العالم نحيلا يتساقط مثل خطأ يكفي الجميع
ها أنت تستطلعين المسافة بيننا
كما لوأنك توغلين في النسيان .


II
هاهي الريبة تطوف بنا مثل غبار الملائكة
أنا الذي لم أعد أجرؤ على النظر إليك
وأنت خلف كمّامتك تتقفّين أثري بعينين مغرورقتين بالأسى
وتلوحين لي ببئر غيابك .


III
وأنت تنفخ في مزامير الوقت
لم يبق أمامك إلا أن تجمع ظلالهم ،
لتطرد بها الذئب الذي يتدلى من دفتر الرسم


IV
بسعال جاف ، وكمامة رخيصة
هاهو العالم نحيلا يتساقط مثل خطأ يكفي الجميع



V
ثمة خلل هنا
لم نعد نرى الآخر وهو يجثو فوق كرسي قديم
يتعقب الريح وحيدا ، وهي تصطاد طرائده
بينما تنهمر عزلته مثل سرب عصافير واهنة
2020


VI
بقاء

تتشبّث ببقاء غامض
رغم أن الحياة لم تعد أكثر من حماقة ونفس شاحب
فكلّما تأبدت العزلة فسد اليقين
2020










placeholder image


دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع - دمشق

 
الليل بلاغة عمياء

يكتب طاعته
وهو يتلمس ظلام يديه ,عبورا إلى معرفة .
يصطفي لذائذه ,
وهو نافض خاصرة النعاس
كي يواري بله الغواية .
تتكسر الخشية
بينما يتابع الطائر بحثه عن فريسة ,
تذبح بتكتم مقدس .

ننتبه لأشكالنا
وهي تؤدلج المحرم ,
تنطق
صحوتها بتشوه مهذب
فجيعة الصراخ الأخير  للحكاية .
من يقتل من ؟
الملائكة
أم النواميس المكتوبة بدم الحكمة ؟
الآلهة
أم الحساب الأخير لكينونة أفعالنا ؟
طفولتنا المرهقة
أم البنادق المحمولة بأكتافنا ,
الممنوحة للسواتر السفلى ؟
الجلاد
أم الضحية المرسومة بحبر كاتم للبيان ؟
العرافة
أم الحدس المنفلت من النرد ؟
الصوت
أم الصدى المتشبث بغيابه ؟
هكذا
ترفع الحكمة ثوب عفتها
لتولج سيقان خديعتها في غياب
يوشك أن يفتض العمر .

2000



كهولة

يفجعني الموت ,
وأنا أضحك بين نساء
مفتونات بوهم الروح ,
وهذا المنسوج
على هيئة خوف .
هل تلمسن أحلامه ؟
هل أطحن ببقايا الغروب
حين أفضين بأسرارهن ؟
وهذا البياض الذي يغسل الرأس ,
تلعثمه الخجل
هل توسّدن عريه ؟ .

لي بقايا ممالك بكر وأسئلة فجة
لي خواتم أنساب ومفاتيح سماوات
لم تفض بزرقتها بعد
لي غضاضة
تراوح في مستهل الرغبات
لي رغبات جامحة
لي جموح خيول
تنتظر رصاصة خذلانها
لي نهار ينبس بعبث الظهيرة ,
و الخطى هامش أزرق ,.
طائر من إطلالة 
يوشك أن ينقر سجاجيدنا ,
كثافة آثامنا ,
وهذا المكفهر بحيرته
يمتطي العمر خذلانه
والبقايا التي أدرجتها الحروب
انكساراتها .

دون أحلامك
يستفيق النوم من كوابيسه
وهو يفسر صمت الرماد .
يسحبني صمتي
إلى شرك هذا الملتبس الحزين
إلى مدن تفتح خزائنها ,
لا لتبذر شيخوختها
بل لتغوي مفاتن الآخرين
كيف مضى... في مهب المساءات
دون أن يشير إلى توقنا . ؟

1998





قبور

القبور التي شاهدتها
كانت بلا أسماء
أو شواهد
كانت بلا موتى

2002






شعر

الشعر الذي أمحو هجاءه
فينظّم فوضاي .
الشعر الذي استعيد امتناعه
فيستبد بإيقاظي
طائعا هلوسة
تتعثر في بياض ثقيل.
الشعر الذي اكتب :
لسان حاسر إلا من الخيال .

1989



شظايا

كان الفضاء شظايا
وأجسادنا تستجدي اللامكان
عمن يبقي لها هيبتها .

1987





خرائط مدبوغة بالذعر

للذي مكنته الرياح أن يوشوش كربها
للخروج الملثم مثل الفراغ ,
يواري النهار الثقيل
وهو يردّد أسماءكم كالنواح
تتثاءب المدن عابرة فجور النعاس
إلى هاوية تفسد مودة الأسماء
تتعقب ظل نبي لم يعد واهما
فيما تنابزته النسوة في ضلالة أشدّ نبوءة .
أبي
كان هناك... في ليلة الحلم
شارعاً بالخروج إلى يقظة البحث
ماسكاً شاهدة القبر
أنيقاً بأكفانه
وهذا الغبار المرمّم
طاعن في ملامحه .

أيّ ملاك سيرفع رأس الظلام عن قبره ؟
وهو يوشوش حنينا ,
لأوجاعنا أن تستريح
يتوسّل فاتورة الحرب
أن لا تستعير دم بنيه

هذا الزمان خرافة ,
بدء غارق في ملذاته
أتمسح بعض  أوجاعنا
في صلاتك ؟
أتشرب شاي الغروب على عادة ,
تصير كبوح  الياسمين ؟ .

هنا نستعيد تمائم الوقت
نناشد الحلم
أن يستزيد من ضجة البيت
حتى الصغار ,
رهان لألفتنا
والمساء الأخير ,
رهان تلمظه كأس الغواية
فجور سكرة
لم تميز بين درب وهاوية .

عتقني أيها النادل بنبيذك
عتقني
بما قد يتيح لي ولك
سكرة نخوض بمتاهتها
صواب نسياننا
سكرة تترنح بهذيان يخدش تجلدهم
إنهم هنا
وهناك ,
ساهمون كالحصى
يتساقطون كتلال تقتلع الريح وداعتها
لكنني وأنا المتلصّص على سماوات
عارية إلا من بكاء .
سماوات تفصح عن فكرة
يرطن بها النازحون
إلى متاهة عزلاء تجرها الخيول
تترجم موت الكلام ,
وما أباح به المغرضون لآبائهم
الكسالى
يمضغون مخارج القصد
بأفواه تتسربل بخرس مهمل .

سماوات تتهجى فرائس المسافة
تجتاح عبورا يكشف عن خرائط مدبوغة بالذعر
غاص بها المحاربون بأجسادهم الممهورة بالخذلان
تاركين آثارهم ,
ندوب صدورهم العارية ,
ورايات معصوبة الأهداب
لا يحملون سوى
أجسادهم ,
وملابس موتى ,
وضمادات
يختزل الليل متاهتهم
يصطدمون بأشلاء الفارّين
من لغط يتهجاه المتمترسون
في شوارع مدن مسكوبة في الخراب .
هل أمدّ لهم ترنيمة
تجترح ذعرهم
المتعثر ؟ .

وطن هنا
وطن هناك
و السماء أبدية في عتمتها
نقترب من الموت حالقين رؤوسنا
راجمين فحولة الوطن
المترنم بأهازيجه اللعنة
منشغلا عنّا بهتافات الله ,
ماسكاً رأس ملائكة
تندلق أطيافها كنعاس أسود ,
ترتديه الشوارع العارية إلا من أنين
يمطرها الحرس الماكث في رهبته
رصاص ,
وبيانات ,
وشظايا .

تتئد الأرض ,
تتلمس فرارها المتصاعد كأراجيح منهكة
تتلمس سخونة الرصاص بأجسادنا المعصوبة اليقين
هاهو الصخب يجتز أحلامه
محلّقا بجناحين من صدف الحكاية
في أقاليم و ممالك فوضى
يرتهنها قادة مقدّسون بعقيدة النار ,
وشعراء أميون .

ممالك
لا يمكث فيها غير المسرف في ضراعته ,
أو الندابون لذكرى
تؤوّل خرافة السائر إلى حتف تشيده الزخارف .
تحيط به عربات مراثي ,
وجوقة عزف ,
و أزهار عويل ,
تذوب ملامحه في هذيان آلهة من خطيئة
وتعاليم يتندر الماكثون
في صواب هفواتهم
من وشايتها
يصحّحون سلالات تساق إلى مجمرة الخطيئة
بتكلف فج .

رأيت
مشيئة تتلمس عجيزة الشهوة
بمحارم من وصايا وأضرحة ذبيحة
تصطاد طرائدها

رأيت
نسوة يتسلقن رواجهن
أفضين
بكتمان شرس
عمن يفضي إلى خلاصة
لذّة تتأوه في دنس محرم  ,
تمسك هذا الخفوت الصدىء
الذي تنحته ال (آه) في تكتم لزج  ,
تستمنيء عرائش الجسد المنضب
بمخاض يتربّص رائحة الخطيئة .

هاهي الريح تقتلع آختراقها
يستنفر الفراغ ثقله الجامح
كي يستعين بحكمة ممالك لا تبيح التأويل .
هكذا تستبطن الحكاية
مسترسلة فداحة الخروج بعكاز مرصع
بالمراثي ,
و الخيارات تلتهم كبد الأزقة
التي غادرها أبناؤها بسلاسة دامية
وبأجساد هضمت بدائيّة الموت
تستدرجها السماوات لعبور
يمسح لمعانها .

وطن ,
كالليل يبطل خصوبة الغيوم
وهي تهوي متوسدة عربدة القذائف التي
أحتكمت مشيئة السماء
لتمطر الأرض بلاغة ,
تتلعثم في قراءتها
المدن الممهورة بالخذلان
وبيوت الجوع
و أحفاد لشهداء ,
هدمت مقابرهم بعصبية الطوائف
تناهشتهم صحف وريث مدنّس
تناسله الحاكم في صلافة ماكرة .


وطن
يبحث عمن يرث هزائمه
عمن يعبر في متاهته إلى حيث
تكبل أحلامه بالمواثيق وأحبار خيمة
تباكى لذلّها العراقيون ,
جنود منسيون , ونساء ثكلى , عمال , فلاحون ,بدو
قاطعو طرق , وسابلة , معتوهون , جامعيون ,آثاريون
أرامل , أطفال , وشيوخ , وكتبة , قوالون , مطربو حانات ,
وسفلة , راقصات غجريات , وشعراء , متصيدو متعة , ومتصوفة , عقائديون , ومرتزقة
شيوعيّون , شيعة , أكراد , آشوريّون , أرمن , كلدان إسلاميّون ...
كانوا يتساقطون في جحيم وطن يروّض
في أن يمتهن الخانعون قيامته .
بكل هذا الظلام نتوجس مما لم نره بعد ,
يرشق ذنوبنا وهي محصيّة بنزاهة المخبرين
وقارئي كفّ أحلامنا .

تتبعثر مواعظهم في سلال خيباتنا ,
وهي تبصر عين المسافة بين موت وصوت

وطن
أعزل إلا من بساتين مرايا , وحكايات ,
ورهان ممدّد في عريه .
كان يهرول في خرافة عزلاء , كي يستعير كنايته
ساعيا  لعبور مفترض
يرجم فيه تبرج الرماد 

نازعته الوصايا
أيعبر في نسيانه أرض الوشاية ؟
كي لايعيد اصطفاف غربته .

ينازعه أنين متكتم بوشايته ,
هكذا دونته المساءات في صمتها
يترجل عن شبهة النائم في جرح ,
تتدلى وصاياه بحثا عمن ينجّم شكل قاتليه .
استبعدته المخافر  وهي تلتمس سياق احتضاره
وما يتكرّر من الشبهات في براءة الجوع
مدهش في الغياب ,
عار في السكون ,
نازف في الخروج , معنى لا يستبيح الدلالة .

ستنجز دلالتها الريح
تتلمس أثره المتبعثر في قسوة الظلال
تتلمسه , ربما عاد من ذهاب سيفضي إلى
خطيئة .
لا يرتب الموت فوضاه
كان أكثر تأويلاً في استدراجه , كي يفصح
عن معارك هتكت ظلاله ,
وهي تثرثر فجورها في وسامة الضحية ,
تجتث نهاراته ,
أحاديثه ,
استذكاراته ,
وما تبقى من خرائط ترجم طرائدها
بالمتاهة ,
وما يتندر به الغزاة من محارق
ودواليب سبي .
وبشفاعة مقلّة الحياء
تضرم  الحرب تضاريسها بحداد
ومكائد بتذكارات
ومراسم هتك وخرائب تتداول كالأناشيد .

وطن ,
الخارجون منه يمتدحون
خياله المتناغم في خواتم الفتية ,
وهم يلتمسون المنافي ,
يستبدلون عرق الظهيرة ببرودة الأختام
فوق آسمائهم .
يأذن المحقق لاستذكاراتهم أن تهمس بالمخفي
ولكن بنسيان متقد .
لا حاجة لأجوبة تفتعل الصارخ من الموت
هاهو عار من مراياه
تتلبسه المسافات بتقصّد يجترح جراحه
المسوّرة بالكتمان .
لا ينكشف العري إلا للعاصبين نوافذهم ,
متنزهين بلملمة أنينه .

عائد
من مكمنه
, منتظر أن يحين زمان
متناثر كمشيئة يحجبها الطغاة ,
وهم يرسمون شكل أضحية
بملامح تنين
واستعارات لأضرحة
ومنابر للبكاء
  ليعيدوا الحكاية إلى موتها .

2002




المدرسة

في المدرسة
وعند انتهاء نشيد الصباح ,
كان بعض أقراننا يعدّون أنفسهم للفرار
من هذيان الدرس ,
وما يضمره المعنى من وطن .
يتقافزون فوق سور
يبتلع لهاثهم .
يحلقون كفراشات خارج حيرتنا ,
نحن الذين أضعنا أعمارنا
في تهجي أبجدية الدرس .
حتى خط الشارب عجالته
فى رجولتنا ,
فأبتلعتنا البساطيل
وخضنا حدّ الرمق ألاخير
وأحلامنا في سواتر
أكبر من أن نتقافز فوق أسوارها .
كانت هناك أبجدية أخرى
تثقب رأس الخديعة .
كنا نتساقط في جحيم الحرب ,
متوسلين بالموت
أن يؤجل مراثيه .

1996




خرق

خرق لكينونة الأسباب
. هذا التقهقر
خرق لمفردة الغياب
هذا الرجوع على عقبي
التلاشي
هاهم الشهداء
يُحْمَلون على نعش انكساراتهم
الى حيث لا بقية لملامحهم
الى حيث تتورم الاسئلة
بهزالة الحدث
لا فرق بين دم منكسب
أو هفوة تتلوى كالأفعى
في سكون دقائقنا
كل ما قد يحيل  حساباتنا الى خراب
سيمطر أسبابه الناقصة
فوق أوجاعنا.

لم يكن نضوجا
ذاك الذي قطفناه من عتامة الفعل
حيث لأحتضارنا ديمومة
لا تخل بتوازن هفواتهم
لا مجال لوصف رتابتنا،
فهذا أنين خراب أخير
ستفض بكارة أحلامنا
سيصطبغ جبين حيرتنا بأيقاع التفجع

وشم لا تضيئه الصباحات
ذاك الذي خُتِمْنا بحسراته
وشم ينبش في رماد حيرتنا،
موقظا أحمرار التوجس
لا لتلك السهول
حيث تتوارى خلف شحوب الشظايا
لا لتلك الجبال
مصبوغة بفزع التكتم وضياع الرحيل
لا لأحلامنا
مسكونة بالكوابيس وطقوس النواح
لا للعصافير
مركونة بزوال الغروب,
مكممة بأبخرة التجارب
لا للمدن
...  حيث يعبأ أبناؤها أناشيد الرصاص
مغادرين طفولة الذاكرة وتميمة  الأمهات
لا لأجوبة ناقصة .

لهذا الصراخ أباحية اللغط ورهافة الانكسار
سنُسْحَب من خطوط الخرائط
الى حيث تُعَمم ملامحنا
سنتوالد في غربة الارقام وعجرفتها
في حتمية الاشياء وغيبوبتها
تلك خطانا مكبلة بفحوى الوصول
تلك تراتيلنا مقروءة في الغياب
في رشاقة القبح ونفوره
في أصطخاب الحقيقة وزيفها

1996




الريح

للريح وجه الفاجعة
و هشاشة اللحظة
للريح ملامح تستعصي على السرد
ونزوة مترهلة
للريح
. بشاشة منْفرة
أيتها الريح المدونة في فراغ الخراب
أيتها الريح المرتهنة المسار
لهبوب غجري
نثرنا دموع السكون
ملوحين لجناح الذاكرة،
لهفهفة أجسادنا،
لغفلتنا في عوائك
سكبتنا الهزائم خرابا
سَيُنْشر كالغسيل على حبال الوقيعة
لك أيتها الريح كرسنا الرغبة
منتظرين حكمتك… صواب الخديعة
ورجعنا من أوجاعنا
رافعين يد المسافة،
قصدير أحلامنا وجيش نوايا
بأي غفلة ستغلق الريح نوافذ البصيرة؟
مراهنة على ذئبية الحدث
على تلك الغيوم التي تدور مساحاتها
مستسلمة لأبدية الوقت
الغيوم التي ستفتح يد الكارثة
كيف لنا أن ننشد بهجة الوقت فيك
أيتها الريح المعصومة عن الأفصاح
أيتها الريح الكسيحة
مدورة رغائبنا في جريانك، بمستهل الحروف
من يبيح لافعالنا
أن توشم في مهابة الهبوب ؟
لتراتيلنا أن تُنْشَد في غرائبية منهكة
أيتها الريح مسكوبة أنت، يا مهب الخسائر
مسكوبة أنت في إيقاعك المترنح
لا صعود إلى مهبط ألتوق
لا أحلام سَتُمَدد في فرائسك
أيتها المأخوذة من سيقان المتاهة
المعصوبة بأشلاء المواسم
ايتها الريح……
يا وباء الأسئلة

1997




الغياب

قد يضيع
بين أرتدادٍ و خوف
قد يوترِّ تيهَ المسافة
و ينسلخ من لوعته
تاركا موته في عراء الفضاء ترنيمةً
تشدّ رحالَ الغروب الى مبتغاه
هو لا يُشَتَّتُ أو يُسْاوَمْ
فالمتاهاتُ غالباً ما تؤول الى نضجها
و القطافُ ساحرٌ
يملك من حرير العصا ما لا يقاوم
هل سيفقدُ حلمه
مَنْ أفردته المواجعُ و استشاط الصراخ ؟
أم تراه فاتحاً موته
و الترانيمُ عرّافةٌ….. ستحكي عذاباتِه ،
جمرَ التشرد ، أحلامَه حين ضجت
في سخاء المصائبِ
لكنه وحده مَنْ أرّقتْه (المخافرُ)
وحده مَنْ ألهبته السياطُ
وزعته المواويل في حداء الظهيرة
وَحْده كانَ …..
حين قاومته اغفاءةٌ
فأرتمى فوق دمه و أستلذ العذاب
و أرتجى من طفولته
أن تمدّ اليه الصدى
فأرتجاه الغيابْ .

1995




ما تبقى

لم يبق غيرك
وهذا الرداء
الذي ارتدته نواميس أحلامنا
.لم يبق…
غير شكل أخير لصبارة
ازهرتها الفصول
عاشق فاض مع الفجر
أهزوجة للذهول
لم يبق غير دمي
أحمر شاردا من شحوب الأقحوان
سافر الوجه
واليدان ترنيمة للدخول

1993

IMG_4623

selection of poems translated in english



The Southerners*
 
The southerners are the vintage of the country, and its navel.
Its herbs that awaken miracles, its fruits that have been longed
for by the skies.
Songs chase them, elegies and wars, but bullets stitched their
corpses when they
Were sung to.
The southerners in my country are the image of god, and his
liquid absence.
*Dedicated for the martyrs who fell on the 17th of July under
fire by the political thieves in Iraq.
 
Published in Columbia journal on line.
 
 
 
 
 
 
Together*
 
—to Wasfi, my brother who vanished 30 years ago during the
war
In the morning we share cigarettes, and coffee.
I drink it mixed with bitterness, you reach for it with a frail
hand.
You are with me wearing your wet shirt,
And your saddened draped
Amulets.
You cling to your agonized girlfriend
In absence,
Carrying your suitcase with
Bare fingers.
You are still soft
Like someone whose life has not
Materialized yet.
Now you look for horses to carry you up to skies,
But you are slowing down this exile meant to end
 
 
 
a corruption
that swallowed our waiting.
I know your return is impossible.
Feeling the panicked pains inside me again
Whenever dreams invade me.
I know also this war depends on remorse
Because it peeled off your soft years greedily.
 
Published in Columbia journal on line.
 
 
 
 
The Set up
 
Leave me O pain
The world is spinning around me like a naked ear of wheat
Like a field that cannot reach its vintages
While I am wavering with my alienation amulets at what
remained of The impossible
Wishing for a time to pose with my remorse in place.
...
 
 
Beware O suffrage of waxing her closed doors with
Forgetfulness,
Of burning this deposit of idleness in the ruins
Of her eyes,
Or of a goblin that grew in her pale silence,
This sticky silence is the desperate distance between the
dream,
And songs mixed with halted breaths,
Between her thin hand, and the draped evening like damp
loaves Mixed with saffron.
 
 
 
 
Drowned men plow the whiteness*
 
The Drowned say:
We were hiding from the barracks, telling on others and from the barb wires we stumbled with.
The sea has been pale, tricking our bodies with gossip.
 
The froth was about to clot
The mother says:
God used to water his gardens with the froth of their failing breaths and being out of breath.
I say:
Whenever I wanted to draw
I found the drowned men plowing the whiteness full of my news.
 
Published in crazyhorse literary Journal. Charleston university press.
 
 
 
 
 
Fragility
 
Alone she knows
I have a heart that must mend its fragility by forgetting.
I have a greedy life motivating me with seduction.
Alone she knows
The happiness she anticipates is thin
 
 
 
Like a cloud that has been shattered by failure,
A cloud ushers us to far away creeks—we have to drain their waters off With rusty
Dreams.
 
 
 
 
 
Defeats
 
Each night I count my defeats.
I scatter the sack of defeats before my eyes, just to hang them
on the line Of talk allowing them to ferment.
One morning I chatter like a child braided by air.
The night is too heavy when opening my sacks
To show me those defeats my soul never touched.
 
 
 
 
 
 
 
 
A Grass-blade*
 
Like floating grass, I follow your track in my head,
your figure when adding salt to time with laughter,
Your body when scattering it like a moist shirt over my
nakedness So as to hardly find my way to that spring risen
between two grasses. Here you are maneuvering like blind
mercury,
like someone who does not Grasp a sticky life anymore.
Mistakes
I put in order my mistakes, those descended like rich chitchat,
You when passing in every dream with the makeup of lust,
dusting your nakedness
On a pale bed.
My father finding my childhood was stubborn, and cutting out
my wing of curiosity. My brothers pushing the boat towards a
 
 
salty pond, and attaching the froth
Of time to the labyrinth's compass.
My friend peeling the talks, and fabricating happiness with
dry laughs like soar coughs. Breasts harnessing the eye every
evening on the beach.
The magician, pointing his stick at a gathering of seagulls
scattered
Like rotten yeast.
Life collecting its earning of rot and sneaking in through the
joints of war.
Me hooked in the mirror sticking out a pale tongue towards
me.
 
Excerpt published in crazyhorse literary journal. Charleston university press.
 
 
 
 
 
 
He
 
He closed one eye on the night,
To open another in his sleep with comfort.
In morning he prepared two cups, then drank his coffee alone,
Talking to his fingers about his never-ending alienated years.
In evening he walked the street twice—
One time for his sake, another for his friends whom he walked
with on the street alone Counting their names with his damp
fingers moistened with numbers.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Alienation
 
That who I was, is not you?
What glazed your eyes with sadness, and peppered your face
with ash? Oh "Ali Rashid", I wish I could go back a handful
of years prior to That moment. Replacing ages with what I
had been.
But I have to mend the scene, cropping my own sins which
swap Doubt with faith.
To prevent the war from chewing my years again,
or the foreignness that fashions me with its grim, alienated
Dress—eating up what ‘s left of time.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
The Skies
 
The sky that is above me
The sky that is under me
And the sky that fills my suitcases with passion—
Do not fit any more, do not fit me, I who escaped a country.
Its skies used to roar with airplanes.
Countries accumulate us like war salvage, to count later in
defeat.
 
 
 
 
Son
 
Every time he builds a house, the sea swallows it His houses
keep falling apart once a minute
But he does not give up
He rubs the sand between two little hands
Like he who distills his nine years in repetition.
 
 
 
 
Oh My God
 
Oh my God,
We are the children of destruction and ruined cities.
What do we gain from our lives?
You planted us like being-seeds dried out between your hands
Then you threw us out carelessly—we grew like fodder for
your cattle. But if a land went dry in Levant
Or if soils turned, lodged in Baghdad
Our blood becomes your drinking water.
Oh my God,
Why do you feast on our lives?
There are your soldiers harvesting our necks in your name,
While gossip makers accumulate our bodies stitched with
bullets In their houses
As we are the vintage of their hate.
Do hearts get contaminated and virginity deteriorate in this
way?
Does seduction grow wilder like this?
Then we have been hunted by bullets like terrified bucks
creeping towards your wisdom. Do we scatter similarly like
being—your sin where your hand is dipped in
Its ash
When you wiped out with bitter blackness the brows of
mothers?
Oh my God
We are your sticky children full of death, but we do not want
anything Except graves—we recognize in them our shattered
limbs.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
We'll say goodbye*
 
While our eyes are wet with dreams that raced us to bed and sleep,
And to drink its coffees in our absence.
....
We'll say goodbye
While counting up cold years
Peeling what remained of them.
....
We'll say goodbye
Getting out of last evening
Accompanied with a handful of sticky wishes, and glasses we had not touched yet.
Just to receive tomorrow over and over again.
....
We'll say goodbye
While no space is left to turn time idle with forgetfulness.
 
*featured in Ila ezine.
 
 
 
Merry Christmas*
 
Your feet could be waxed while looking for sanctuary that is not yours
You may change tight countries for a refrigerator to preserve in your years from
Rotting
I have nothing to say to you but
Merry Christmas
Though the hand that is over your shoulder is heavier
Than life itself.
 
*featured in Ila ezine
 
 
 
The Enemy*
 
I stretch out my hand toward my enemy to shake his
I sing a song he repeats every morning with a hoarse voice
I count up with him my losses
Sharing with him the cries of the dead,
But in the evening I have to wait with him who had returned from wars
Grouping them in equal numbers at random
For a nostalgic hug.
 
*featured in Ila ezine
 
 
 
 



Leave your darkness o child racing alone
With the world
Leave your mask before the fable became solid, and wishes dispersed
Destinations you pointed at
Others walk it with closed eyes and rotten furniture.
Come back from your lashing life solitude
Come back to you
Where no one sees faith with his heart but you.


I do not need a faith leading me to you.
My errors every now and then
pull me this way,
revealing a vicious persistence,
As your smile voicing
sadness
revealing a remorse and becoming larger every time we part breaking our embrace,
Yet revealing my anger with you when turning over my betrayals in silence I can not explain.



pems by Ali Rashid: a visual artist and poet from Iraq who now lives in the Netherlands and writes his poetry in Arabic. Educated in Iraq, the Netherlands, the United Kingdom, and Spain, Rashid has exhibited his work at numerous exhibitions in Europe, the Middle East, Africa, and Asia. Among his many publications are a collection of poetry, Maps Dyed with Fear (Damascus 2003) and a play, Picture of the Last Dinner, (Damascus 2005). He has founded and edits a site in four languages that can be viewed at www.ila-magazine.com.
 
Translated By :Saleh Razzouk, fiction writer and translator living UAE. He is the translator of a study on the Arabic novel by Win-Chin Ouyang. His fiction publications include a number of books—Appending to Previous Matters (2008 Damascus), Dialogues of American Short Stories (2006 American Cultural Centre and Atlas bookshop in Damascus), Mad about Zenobia (1985 Damascus), Notebooks of Little Adam (1980 Damascus)—plus numerous stories in periodicals, such as The Laurel Review (United States), Alsafeer (Lebanon), Almasseerah (Lebanon), Altaleah AlAdabiah (Iraq), Althawra (Ministry of Information, Syria). Among his numerous translation publications is My Dear Friend Kafka (Selected Poems by Philip Terman, Nainawa Private House, Damascus, 2016). Previously was an associate professor in Fiber Sciences at The University of Aleppo.
 
Translation edited by Scott Minar:  
Scott Minar is Consulting Translations Editor for Crazyhorse magazine (College of Charleston—South Carolina, USA) and Associate Editor at Marick Press in Washington, DC. His latest collection of poems is Cymbalism (Mammoth Books 2016). HIs poems and essays have appeared in The Paris Review, Poetry International, Ninth Letter, Crazyhorse, The Newfoundland Herald, The Laurel Review, and elsewhere in the US, Canada, the Middle East, England, and Australia. Cymbalism has been translated into Arabic and released broadly in the Middle East. He is Professor of English at Ohio University Lancaster Campus.
 

placeholder image

het geheugen van het hinniken, 

1 De details van de herinnering

We konden niet anders dan de alledaagse zaken kauwen en herkauwen
We konden niet anders dan voorbeelden geven van de vastberadenheid van onze daden
En het was daarom geen toeval
Dat juist deze duisternis aan de oppervlakte kwam en brutaal reeds met zijn publieke aankondiging verscheen
En het was geen toeval dat we terugkeerden naar bomen die we niet kenden
Om onze papier te doordrenken met alles wat fout was
Het was als een persoon die afdaalt met listen
Iemand die de stronk van de stad ontwortelt
Iemand die de ochtendvlinder in de huilende muilen van de honden plaatst
En toen drong die persoon zijn profeetschap aan ons op
De wijsheid van zijn profeetschap was die van een oorlog en van verbanden om wonden
En hij zei:
Vrede zij u! Dat brood is verdroogd terwijl u honger heeft
Dat bleke brood ligt daar vóór de soldaten
Een gebed zal gelezen worden voor ogen die het moment van de dood net gemist hebben
Wij zullen onze gebrokenheden herstellen maar we weigeren uit te zoeken wat wij precies gedaan hebben
Dat verraad heeft immers een grotere glans dan het vertellen van verhalen
We zullen onthouden wat we geschreven hebben op het moment van de verdwazing
Op het moment dat volgde op onze verdwijning
We waren weggemoffeld in de stromen van de slachtpartij
Die de tederheid van onze jeugd kapot had gescheurd, terwijl we nog maar aan het begin van de seizoenen stonden
Wat hebben wij aan grafstenen waarop we niet kunnen schrijven over de verdwenen dode?
Terwijl deze gezeten is op de bogen der wind?
De gedode die maar doorpraat over zijn profeetschap
En die vraagt naar hen waarvan hij het bloed in de spiegels heeft zien vloeien
En die zonder zachtmoedigheid naar onze gestalten zwaait
Het is uitsluitend de herinnering die geleerd heeft de details te verraden
En de belofte te stelen

1997
2 Het verbergen

Ik verberg een geheim voor je, een geheim dat oren met stomme versteldheid zouden willen horen
Ik verberg een geheim voor je, een geheim dat iedereen al verspreid heeft
Zonder onderzoek naar de precieze betekenis ervan
Zonder onderzoek naar de schaamteloosheid ervan,
Een geheim, ingenieus in elkaar gezet, als het wezen van de dood
Het doet onze namen neervallen
Terwijl de seizoenen elkaar opvolgen
Huns ondanks zijn ze stom verbaasd over hun overdadigheid
De seizoenen kauwen en herkauwen jouw bewustzijn .... de passie van jouw dromen
En dat wat niet leesbaar is van wat jij stilletjes vreest
Maar jij schrijft nog niet eens dat wat je gisteren gespeld hebt: jouw jaren,
Jouw klimaten, jouw vale dromen.
Maar jij hebt nog niet eens jouw zwijgen aangedikt
Ben je gereed om de duisternis te koloniseren?
Om in raadselen te spreken over datgene wat gezegd wordt met een eng malicieuze correctheid?
Ik wil dat je stil bent maar overdrijf je zwijgen nu niet
Engelen moeten de Heer niet vlijen
Een bewustzijn weet het verraad te onderkennen
Een afwezigheid verstoort het verraad van de plaats niet
Je grijpt de teugels vast
Koninkrijken vol van levenloze stoom
Je zoekt iemand die de pracht van de duisternis aansteekt.



3 De stoepen

Oh stoepen, jullie die mij nog niet verlaten hebben
Verfijnd en arrogant sta ik mijn lichaam toe
Zich uit te strekken over jullie uitgeleefde poriën
Ik zal mijn wanorde toestaan om over jullie smekende sluimeringen te steken
Ik zal mijn hoop toestaan te kijken naar jullie tere gelaatsuitdrukkingen
In de vitrines, die slechts verlicht worden door verlangens
Ik zal mijzelf toestaan te nemen wat het verdriet in beslag heeft genomen... daar

2000

4 Naam

Telkens wanneer jouw naam voorbijkwam ... riep ik
Wellicht probeerde ik jouw aanwezigheid bij mij te rekken
Telkens wanneer ik dichter bij de droom van jouw grond kwam
Hervond ik mijn bewustzijn
Wellicht probeerde ik mijn gedachten met jouw grond te wassen
Welke gokker kijkt er nu verlangend uit naar deze niet?
Uniek gedurende één kort moment
En ik, ik rek het verlangen ... het verlangen dat mij de tong van jouw afwezigheid reikt





5 De tijd

De tijd blijft waar hij wil
Roepend naar de psalmen en gezangen
en naar de annalen
Dat het doven van onze dagen geregistreerd wordt
Roepend naar de jeugd dat haar baarmoeders opgeslokt worden
Naar het vertrek dat veranderd wordt net als de waarheid
Naar de beitels
Die vermangelen
Wat in stilte in elegante stenen oprijst




6 Glas

In mijn glas zit het klagen van de hemels
En in mijn bewustzijn zit deze mistroostige afwezigheid






7 Het geheim

Dat is wat ik hem verzocht. Dat hij het geheim stil hield.
Het was niet mijn broer of mijn vriend die zich het begin van het geheim bij mij herinnerde
En het was ook niet mijn studiegenoot, als een kiezel keihard geworden.
Nee, het was het geheim zelf
Het geheim dat verborgen moest blijven maar dat blijkbaar toch in de openbaarheid mocht komen
Het geheim dat allang niet meer verzwegen werd.
Met gerimpelde gezichten keken de anderen er verlangend naar uit
Hun nekken strekten zich uit naar het schandaaltje van de dag
Het geheim, over het uitlekken ervan wordt gekletst
De aantrekkingskracht ervan verspreidt zich
Onder de gespitste oren van de anderen



8 Wijsheid

Hij is verliefd op de nacht
Als een raaf die zijn vleugels van inspiratie spreidt
Om rond te vliegen in een waanzinnig delirium
Hij spelt zijn ruimtes
Zodat Kain zijn broer Abel niet nog eens hoeft te begraven
Dichtbij de ogen die voor de wijsheid in hinderlaag liggen
Wat is de betekenis als je wegreist in je vlucht
Naar een verkeersbord waarvan de richtingen volledig met elkaar in tegenspraak zijn?
Terwijl jij feitelijk dronken bent in de rusteloosheid van de stad
Je observeert de sterren die naar elkaar toe kruipen in de ogen van de duisternis
Die de bewijzen van de astronomen weerstaan
De astronomen die opgaan in hun versteende ruimte
Ha, zij observeren het begin van alles
Ben je echt nader tot de wind gekomen
Om het gesprokene te archiveren
Uit angst dat het verhaal nog een keer verteld zal gaan worden?
Jouw ballingschap wordt heus wel gevolgd als een schaduw waarvan de overdag de grens bepaalt
Naakt hebben de afstanden de ballingschap verworpen
Van rechts naar links ... naar een uitweg die we uitgekozen hebben met de zorg als van moeders
Die het gekrijs van decoraties wiegen
Decoraties in kledingstukken van diegenen die toevallig volwassen zijn geworden
Daar heb je ze: ze houden de teugels van hun wanorde stevig vast
Ze koken de lucht van het bedrog in rozenwater
Ze verdelen de buit met de barbaarsheid van overwinnaars
Hun voetstappen trillen op de gebroken terugreis
Als Arabieren proberen ze te zijn: ze componeren lofdichten
Ze zijn graanwegers maar ze sanctioneren het stelen van graan
En ze tolereren het stelen van andere dingen
Pooiers zijn het die wraak nemen vanwege de vergane eer
Soldaten zijn het die verdeeld worden over verschillende brancards bedrukt met klaagzangen
Verliefden zijn het die rondvliegen met hun geborduurde bloezen
Werklozen zijn het die slapen bij de poorten van de lijsten
Die zijn opgehangen aan de muur van vernederingen
Lippen zijn het die hun lusten doen rollen bij het zien van het verdorven kussen van de jeugd
Er is geen ontkomen aan de duisternis die rondzwalkt met het alfabet van de waarheid
Er is geen afscheid van de waarheden die opdringerig en koket als bloed vloeiden
Er is geen wolk waarvan de zachtheid wordt getekend, er is slechts natte afkeer
In een bitter delirium volgen de vragen elkaar op
Terwijl zij de schaamteloosheid van de waarheid corrigeren
Het zekere wordt al verteld terwijl de weddenschap nog niet eens geslaagd is.
Stormen teisteren de ruïnes van onze geesten
Die nog niet gekroond zijn met hun wegkwijnen
In een azuurblauwe dwaasheid ... zullen we onze misdadige verlangens plukken
Om het pad van het schone bedrog te volgen, voor een nieuw begi




9 Het land van Ali

En Ali?
Hij ging het land van zijn dromen binnen
Smekend
En bij de poort van de droom beving hem
Een aangename rilling
Vervolgens zweefde hij ademloos weg
Hij besteeg de machtige golf van de wind
Om van de stralen van de hemel een ster te plukken
En zijn hart legt die ster neer
Een warme kus geeft zijn hart rust
Ali raakte bedwelmd door de wijn van de fantasie
Waarin de droesem van het land van zijn dromen ronddraait
Huis na huis
Een land waarvan de stenen van vuur zijn
Hij gaat haar binnen, verdoofd door de dampen
En als hem dan een wreed wakker worden treft
Keert hij terug naar zijn bewustzijn
Tegen zijn zin
En hij weet dat de tijd een fantoom is
En de plaats een nikszeggend land


10 Toestand

Wanneer jouw bestaan mij eenvoudigweg te veel wordt
Dan weet ik het gewoon
Mijn vreugde bloedt dood
Er is geen ontkomen aan


11 Avond

Deze avond is rumoerig
En zal hun kronen ophangen
Al te snel en te gedachteloos zullen ze hun gezangen opdreunen
Ze zullen hun liederen mobiliseren als opmaat om te verwoesten
Maar vraatzuchtig
Zullen zij kauwen op het bloed van onze dromen




12 Namen 

We noemden de dingen bij hun naam
Totdat de oorlog kwam
Toen begonnen wij de dagen de namen van begraafplaatsen te geven
En de avonden de namen van rampen
En de dromen... zij verwerden tot gebleekt bloed



13 Kaars

Maan!
Kun je geen andere kaars voor mij aansteken
Om de diepte van deze duisternis te zien?



14 Oorden van ballingschap

We waren alleen nog maar in het bezit
Van onze namen
En die namen
Die verdwenen
In de oorden van ballingschap



15 Terugkeer

Toen je hem verliet
Stond je op de drempel van het leven
En toen je er op een dag van droomde terug te keren
Was je tijd van leven afgesloten en voorbij


16 Afwezigheid

Ons ontwaken is
Als bomen die niet door de wind worden beroerd
Onze afwezigheid is
Als verstomdheid die ons overvalt


17 Jeugd

Als ik de sleutels tot mijn voetstappen zou bezitten
Dan zou ik alleen maar de stegen van mijn jeugd bewandelen.



18 De wind

We gingen de strijd aan met de windvlagen
Wellicht zouden ze onze lichamen besproeien
Met een golf van kou en zorgen
We zouden dan duiken in de dieptes van de bomen en de sterren
Om ons te verbergen tegen de ogen van de winter en de verveling
Laten we ons verheugen over de verliefde harten
En laten we de taal van het zwijgen bezigen
Dan kan de sluimer van de slaap ons vatten
1985


19 Relatie

Tussen een puissant rijke man en een puissant rijke vrouw
Bestaat een nietszeggend liefdesverhaal
En tussen elke hongerige man en hongerige vrouw
Bestaat een tragisch liefdesverhaal


20 Huis

Een huis kan in elkaar storten
Zijn muren zijn wankel
Zijn meubels zijn oud en door wormen aangevreten
Hem bewoont
Een dromende man
En een despotische vrouw
1986




21 Dichter

Zijn naam betekende voor zijn vrienden vriendschap
Zijn leven was op de dag van zijn geboorte een letter
En op de dag van zijn dood
Was zijn leven een gedicht.





22 Het geheugen van het hinniken (vertaling Cees Nijland)


Het geheugen van het hinniken
en de heiligheid van hem die op zijn troon zit.
De twee lijnen van de fabel mengend,
onze traan wegnemend een dode,
hij zal onze stappen op hun teruggang onderzoeken
een dode, de zon zal hem dragen tussen de twee zijden
van de dode.
De rivier zal hem begeleiden naar die koninkrijken
en de liederen gezongen op de oevers van zijn kindertijd.
Wij hebben geen lust dat verhaal te herhalen
nu het uitgedoofd het tumult van onze stemmen is genaderd.
Wij geven de zon een teken om zijngretigheid op te roepen,
om ons portret in de schaduw die ons wacht te tekenen
op de zang van het zand.
In de schaduw die de mouwen heeftafgedaan
en onze warmte in zijn wezenstrekkenheeft vastgehouden.
Wij zullen onze dromen opschrijven in het stuklopen van
de waarheid,
wij zullen in het kaf van de akkers de regels
van onze verbazing schrijven,
wij zullen lezen wat wij op het wateroppervlak schreven
en niet schreven,
het is schuim wat wij warmte noemen
het is schuim dat wij zullen blussen in de knapperigheid
van het ritme,
achterlatend wat onze eenzaamheid aan amuletten heeft gesponnen
die tot afwezigheid veroordeeld zijn.
Wij zullen tenslotte weggaan uit de leegheid van onze gedachten
maar wanneer zullen onze vlaggenverspreid worden?
Wij zullen weggaan zonder te ontwaken, zonder lied of woorden
Wij zullen daarin schaduw zoeken tegen de hel van de reis
Wij zullen in die schaduw basilicum ophangen
als een teken voor  voorbijgangers dat er geen ontkomen is.
Van tijd tot tijdY tellen wij het geblaas van onze adem,
wij tellen het vee van de tijd in de flarden van de sluimer,
onze zangen worden voorbijgestreefd
door de onvruchtbaarheid
van wat wij zullen reciteren aan Ygevoelens.






23 De herinnering aan de oorlog (gedicht geschreven voor de film)


Houd op, camera, de dingen vast te leggen
Jij die probeert mijn geheugen aan een verhoor te onderwerpen
Verwijder je maar een beetje
Laat er maar een gat tussen ons in zijn ...
Veroorzaakt door een projectiel waarvan ik het gefluit al hoor
Een projectiel dat gekomen is om mijn weigering het zwijgen op te leggen
Mijn weigering van oorlogen die gevoerd worden
De oorlogen die mij gedompeld hebben in een duisternis
Die de verdoemden ommuurt hebben
De oorlogen die de wilskracht van onze levens vermorzelt hebben
Die de onkreukbaarheid van ons land onherstelbaar bevlekt hebben
Die jagen op de aren van onze geesten
Met schaamteloze gedachteloosheid

Laat er maar een gat tussen ons zijn ...
Van een projectiel waarvan ik het gefluit al hoor
Een projectiel dat gekomen is om mijn weigering het zwijgen op te leggen
Mijn weigering van oorlogen die nu gereed zijn om ons op te jagen en te vangen
De oorlogen die hun natuurlijke impulsen aanscherpen
Om duizenden tonnen van haar slimme bommen
In onze aan moord blootgestelde imborsten te planten
De oorlogen die de rebellie nog steeds niet hebben kunnen temmen
De oorlogen, die teruggekeerd zijn om onze verscheurde lijken te verorberen
Onze lijken, die in stukken verspreid liggen op onze profetische grond.

Van Babel tot Jikour
Overal zijn de droge inslagen te horen van projectielen
Terwijl nieuwe ongerechtigheden beraamd en uitgetekend worden
Met inkt die over ons heen gemorst wordt
En dat terwijl wij al lang buiten spel gezet waren
Wij waarvan onze grote leiders
ons aanhoudend met de dood vervloeken




Uit de bundel (Land)kaarten, geïmpregneerd door angst (2003)


24 Graven


De graven die je gezien hebt
Waren zonder namen
Ze waren getuigen
Zonder doden


25 Poëzie

De poëzie waarvan ik de spelling uitgom
Brengt orde in mijn chaos
De poëzie waarvan ik de onmogelijkheid nog maar eens verklaar
Beheerst de vraag of ik wakker word
Zij is onderworpen aan hallucinaties
Die uitdrukkingsloos zijn, in een compleet vacuüm.
De poëzie die ik schrijf:
Zij is een onbeschaamde tong
Maar alleen afkomstig uit fantasie


26 Overblijfselen

De ruimte bestond enkel uit granaatscherven
En onze lichamen smeekten om op geen enkele plaats te zijn
Ze vroegen het aan diegenen die nog iets van zichzelf wisten te bewaren


27 Wat overgebleven is

Er is niemand overgebleven dan jij
En dan deze jurk
Deze jurk die gedragen werd door de wetten van onze dromen
Er is niets overgebleven...
Dan de laatste vorm van een vijgenboom
Die de seizoenen nog één maal hebben doen bloeien
Een minnaar, die opbloeit in de morgen
Een lied om van te schrikken
Er is niets overgebleven dan mijn bloed
Rood, vluchtend voor de bleekheid van de kamillebloem
Het gezicht is op reis gegaan
En de handen zingen de melodie van de binnenkomst


Uit de niet gepubliceerde bundel De afwezigheid

28 (vertaling Ad Berends) Verdwijnen

Verloren is hij soms tussen terugkeer en vrees
Spant soms een woestijn van distantie
Ontdoet zich van zijn verdriet
Zijn dood achterlatend in de kale ruimte, als een hymne,
Die de nomade bij zonsondergang trekt naar wat hij begeerde
Hij wordt niet verstrooid of versjacherd
Wildernissen komen meestal tot rijpheid
De oogst is een tovenaar
Wiens zijden staf het onweerstaanbare de baas is.
Zal hij zijn droom verliezen?
Hij, die door pijnen buiten spel is gezet
En hard heeft geschreeuwd
Wordt door een moeder als overwinnaar
van zijn dood beschouwd
De hymnen zijn waarzegsters
Die van zijn kwellingen zullen verhalen,
van de gloed van zijn dolen
Van zijn dromen, toen ze raasden ineen veelheid van rampen.
Maar hij alleen werd door >bewakers= van slaap beroofd
Hij alleen door zwepen geroosterd
Door liederen bedwongen bij het zingen in de middaghitte.
Alleen was hij, toen slaap met hem vocht
Hij strekte zich uit op zijn bloed
Genoot van de kwelling
Hoopte dat zijn jeugd hem een echo zou sturenY
Maar hem verwachtte verdwijnen



29 (vertaling Ad Berends) Richtingen


Richtingen

Noord tot de ondergang van de afstand
West tot het noorden van de seizoenen
en het zuidoosten van de pijnen
het zuidoosten van de vereniging.
Noord zucht om de woestijn, de plotselinge reis en de stappen
en tekent een tot ondergang gedoemde wereld
de woestijn en de westenwind werpen hen op de grond.
West drinkt van angst de stilte van de omheining
en werpt zaden van de maaneclips,
om de aantrekkelijkheid van de beken aan te kondigen.
De aarde, ik ben onschuldig aan haarseizoenen
want wie zal trouw zweren aan haarvriendschap voor een bloem
van het noorden.
Oost verlaat het naburig vrouwenvertrek om te zwerven
het schenden van afspraken
vormt een woud van schreeuwen
wie voedt nu een woud van mannen
die op de grond slapen
de wind van de verstrooiing en de maatstokken
houden hen gezelschap
en de dadels van de vuren
de zangen zijn zwart, de kleur van huilen
en de kleur van het bedroefde zuiden.
Het zuiden zweert trouw aan degenen die overgebleven zijn
van de soldaten
op de heuvels van de omheinde ruimte
zullen wij op de wonden gaan liggen
om zonder armenYzonder benenY zonderogen
te gaan,
zonder lach wandelen wij naar de waanzin.
Zonder venster naar het oosten
of schemering voor de twijgen.